کد مطلب:335807 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:151

نماذج من الأدلة والأمثلة
أولا: قلبت السیاسة الأمویة بقیادة معاویة حدیث (الحسن والحسین سیدا

شباب أهل الجنة) فوضعت مقابله فی الخلفاء (أبو بكر وعمر سیدا كهول أهل الجنة) والكل یعلم من المسلمین أن الجنة لا یوجد فیها كهول وأذكر لك هذه النكتة: جاءت امرأة عجوز إلی رسول الله صلی الله علیه وآله وقالت یا رسول الله صلی الله علیه وآله أنا حججت وأصوم وأصلی وأدفع الزكاة.. أدخل الجنة وأنا امرأة عجوز؟ فقال لها رسول الله صلی الله علیه وآله الجنة لا تدخلها عجوز؟ فولت العجوز تبكی وتلطم إلی أن مرت بالإمام علی علیه السلام وسألته.. فقال لها نعم لا تدخلین الجنة وأنت عجوز بل تدخلیها وأنت شابة... ثانیا: (إن علیا منی بمنزلة هارون من موسی إلا أنه لا نبی بعدی) فوضعوا مقابل الحدیث المشهور الذی یرویه البخاری حدیثا فی أبی بكر وهو: (لو كنت متخذا خلیلا من أهل الأرض غیر ربی لاتخذت أبا بكر خلیلا، هذا الشطر الأول من الحدیث وضع مقابل حدیث المنزلة فی علی علیه السلام).



[ صفحه 235]



والشطر الثانی من حدیث الخلة (ولا یبقین فی المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبی بكر). فكلمة خوخة تعنی الباب الصغیر أو الطاقة فی الجدار. فوضعوا هذا الحدیث مقابل حدیث مشهور ومتواتر وهو: (سدوا كل الأبواب إلا باب علی). ثالثا: (أنا مدینة العلم وعلی بابها) حدیث مشهور ومتواتر فوضعوا فی الخلیفة عمر مقابله: (أنا مدینة العدل وعمر بابها). وفی الخلیفة عثمان: (أنا مدینة الحیاء وعثمان بابها). رابعا: وألقاب أخری سرقت من الإمام علی علیه السلام ووضعوها للخلفاء مثل (الصدیق) لأبی بكر (والفاروق) لعمر بالعلم أن علیا علیه السلام قال: أنا الصدیق الأكبر والفاروق الأعظم لا یقولها بعدی إلا كذاب مفتری. ومن أراد التأكد من ذلك فلیراجع كتابنا (الرد علی البوطی فی كتابه عائشة) [1] المصادر من كتب السنة. خامسا وجاءت السیاسة الأمویة الخبیثة بتدبیر أعظم لتضییع الأمة الإسلامیة وطمس معالم الفكر الإسلامی الصحیح بحیث تعیش الأمة إلی الآن فی ضیاع لا تمیز الغث من السمین فحاولوا طمس حدیث مشهور ومتواتر وتنقله كل



[ صفحه 236]



الصحاح وهو حدیث الثقلین (التمسك بالقرآن والعترة أی عترة النبی) صلی الله علیه وآله وهم علی وفاطمة والحسن والحسین علیهم السلام. وحدیث الثقلین هذا نصه: عن زید بن أرقم قال: قال رسول الله صلی الله علیه وآله: (یوشك أن أدعی فأجیب وإنی تارك فیكم الثقلین أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله، وعترتی أهل بیتی، فانظروا كیف تخلفونی فیهما فإنهما لن یفترقا حتی یردا علی الحوض). حدیث مشهور ومتواتر ینقله مسلم والترمذی... فماذا وضعوا مقابله عزیزی القارئ؟ (حدیث ینقله الإمام مالك فی موطئه الجزء الثانی ص 899 تحقیق الدكتور محمد فؤاد عبد الباقی وصیغته علی الشكل التالی (حدثنا مالك أنه بلغه ما إن تمسكم بأمرین كتاب الله وسنة نبیه). أولا: حدیث الإمام مالك مرسل باعتراف الحفاظ وعلماء الجرح والتعدیل عند أهل السنة والجماعة. ثانیا: هذا الحدیث عبارة عن تركیبة إعلامیة لتضییع الحقائق وتحریفها وبالخصوص تضییع حدیث الثقلین الذی یركز علی التمسك باثنین القرآن والعترة (أی علی، الحسن، الحسین، فاطمة). ثالثا: ما هو الهدف؟ وما هی الغایة؟ من هذا التحریف. الجواب: لطمس ذكر أهل البیت علیهم السلام وتوجیه العوام من البشر فی تلك الحقبة باتباع الخلفاء. رابعا: سؤال مهم یطرح نفسه هنا:



[ صفحه 237]



من أین نأخذ السنة النبویة بعد رسول الله صلی الله علیه وآله؟ من الخلفاء أم من أهل البیت علیهم السلام؟ لا شك عندما طمست معالم حدیث الثقلین ستعیش الأمة فی تخبط ولا زالت الأمة فعلا تقع فی حیرة وتیه وضلال لأنه فی هذا الحدیث الموضوع ستضطر بأن ترجع الأمة إلی الخلفاء ورب سائل یسأل أین نذهب بحدیث رسول الله صلی الله علیه وآله (علیكم بسنتی وسنة الخلفاء الراشدین المهدیین من بعدی عضوا علیها بالنواجذ) فأقول له الخلفاء الراشدون هم أهل البیت علیهم السلام وهم عترة النبی، ولیس الخلفاء الثلاث. ولو كان المراد الخلفاء الثلاث لتعارض هذا الحدیث مع حدیث الثقلین المشهور والمتواتر الواجب شرعا اتباعه. والنتیجة: إن حدیث كتاب الله وسنة نبیه موضوع مقابل حدیث (الثقلین) والسنة النبویة محصور أخذها من أهل البیت علیهم السلام لأن أهل البیت أدری بالذی فیه. وأمثلة أخری منها: مناقشة حدیث (أصحابی كالنجوم) (أصحابی كالنجوم بأیهم اقتدیتم) هذا الحدیث وضع مقابل من؟ أولا: باعتراف الحفاظ وعلماء الجرح والتعدیل عند أهل السنة بأن هذا الحدیث موضوع لا أصل له. ثانیا: هذا الحدیث وضع مقابل حدیث مشهور ومتواتر وهو: (النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بیتی أمان لأمتی) [2] وفی حدیث آخر



[ صفحه 238]



للنبی صلی الله علیه وآله قال: (أهل بیتی كالنجوم بأیهم اقتدیتم اهتدیتم). وقال آخر: (النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بیتی أمان لأمتی من الاختلاف، فإذا خالفتهم قبیلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبلیس) [3] .

فحدیث: (أصحابی كالنجوم بأیهم اقتدیتم اهتدیتم). فنقول فیه بعد الاستقصاء والبحث: أولا: إن فی طریقة حمزة النصیبی، والحارث بن غصین: فالأول منهم متهم بالكذب، وحدیثه لا یساوی فلسا، وكافة روایاته موضوعة ونكر الحدیث عند شیخ الحدیث البخاری. والثانی مجهول لا یعرف من هو علی ما صرح به إمام الجرح والتعدیل عند أهل السنة الذهبی فی كتابه [4] فإنه قال: (قال ابن معین: حمزة النصیبی لا یساوی فلسا وقال - فی - (یعنی البخاری) فكر الحدیث. وقال الدارقطنی: متروك. وقال ابن عدی: عامة مرویاته موضوعة انتهی. وقال ابن حجر العسقلانی فی كتابه [5] .

(الحارث بن غصین قال: ابن عبد البر فی كتاب العلم مجهول). انتهی. فكیف ترون أن مثل هذا الخبر الموضوع عند هذین الإمامین یصادم الإجماع القطعی وخاصة یتصادم مع الحدیث.



[ صفحه 239]



(لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا) المجمع علی صحة ثبوته بین الفریقین السنی والشیعی والذی جاء فی البخاری وهذا یكفی استدلالا فی إبطال وإسقاط (حدیث أصحابی كالنجوم) فهذا كله من حیث السند. وأما من حیث الدلالة: أولا: إن المخاطبین بلفظ اقتدیتم، إن كانوا أصحابه مع غیرهم، فباطل، لأنه لا یصح لعربی فصیح أن یقول لأصحابه ومع غیرهم، أصحابی لأن غیرهم لیسوا من أصحابه فكیف یصح لمسلم أن ینسب إلی النبی صلی الله علیه وآله ما لا تسوغه الفصاحة، وهو أفصح العرب وأبلغهم علی الاطلاق؟! ولما بطل هذا بطل ذاك، وإن كان المخاطبون بلفظ اقتدیتم غیر أصحابه، فباطل أیضا لأن المشافهین یومئذ بهذا الخطاب لم یكونوا غیر أصحابه. ثانیا: إن الجمع المنكر المضاف یفید العموم عند علماء أصول الفقه من الفریقین، وكلمة (أصحاب): جمع منكر مضاف إلی یاء المتكلم). ویعنی ذلك أن جمیع أصحابه كالنجوم یقتدی بهم، فالمقتدی بقول بعض الجاهلین منهم، والتارك للعمل بقول بعض العلماء منهم، یكون فی الحالتین مهتدیا، ویكون فی هذه الحالة المقتدی بقتلة الخلیفة عثمان بن عفان والمتقاعد عن نصرته مهتدیا، وتابعا للحق فی الصورتین، وكذلك المقتدی بقتلة عمار بن یاسر (رض) وكان مع معاویة مشارعا بالقتل یكون أیضا مهتدیا؟! وعلی هذا الأساس یلزمكم أن تقولوا بجواز العمل بالضدین وبجواز اجتماع الهدی والضلال فی شئ واحد، وعلی صعید واحد وبطلانه واضح لقوله تعالی فی سورة یونس علیه السلام (فماذا بعد الحق إلا الضلال) [6] .



[ صفحه 240]



ثالثا: لو رجعنا إلی میزان الحدیث وهو كلام الله تعالی: (القرآن) (أعرضوا حدیثنا علی القرآن، فإن وافق القرآن فخذوا به وإن خالف القرآن، فاضربوا به عرض الحائط). لنعرض حدیث (أصحابی كالنجوم) علی القرآن ما نصه: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم علی أعقابكم ومن ینقلب علی عقبیه فلن یضر الله شیئا) (آیة الانقلاب). وقوله تعالی مرة أخری (عفا الله عنك لم أذنت لهم حتی یتبین لك الذین صدقوا وتعلم الكاذبین) الصریح فی وجود الكاذبین فی أصحاب النبی صلی الله علیه وآله وكل حدیث خالف قوله تعالی فهو زخرف یضرب به عرض الجدار. رابعا: وعلیه یلزمكم أن تقولوا لو أن شخصا قاتل علیا علیه السلام مع معاویة بن أبی سفیان یوم صفین، من الصبح إلی الظهر، ثم عدل وقاتل معاویة مع علی علیه السلام إلی اللیل كان فی الحالتین تابعا للحق والهدی، وإذا قتل وهو فی إحدی الحالتین فهو فی الجنة، وكذا الحال لو كان فی قصة الخلیفة عثمان بن عفان الأموی وهذا ما لا یذهب إلیه من له دین أو شئ من العقل لقوله تعالی: (فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنی تصرفون). الأمر الذین لا یمكن لكم تقییده بشئ مطلقا، لأنه مخالف لعموم إطلاق الآیة. فیجب طرحه لأنه كذب وزیف وانتحال لا أصل له.


[1] راجع عزيزي القارئ كتابنا (حوار ومناقشة حول كتاب السيدة عائشة) في الرد علي البوطي.

[2] مستدرك الحاكم: ج 3 - ص 149.

[3] مستدرك الحاكم: ج 3 - ص 149.

[4] ميزان الاعتدال: للذهبي: ج 1 - ص 284.

[5] لسان الميزان: لابن حجر العسقلاني: ج 2 - ص 156.

[6] سورة يونس الآية 132.